تتبعت للقرآن وحي إلهنـــــــــــا *** وحليت نفسي بالنفائس عن قرب
وجدت به أحكامنا واعتقادنا *** وأخلاقنا والسير لله والحب
وإصلاح دنيانا، ودينا ، ووجهة *** بإيمان قلب لا يخالط للريب
ويضرب للأمثال قصد اعتبارنا *** وبالقصص الغالي تنير لذي قلب
وفيه التأسي بالرسول لمن رجا *** إلهي ويوما آخر يذهل القلب
ولما أردت الإقتداء بسيدي *** حبيبي رسول الله تاه هنا لبي
فكيف التأسي بالذي كان قلبه *** مع الله في أمن وفي حالة الحرب
وكيف التأسي بالذي كان غيبه *** حضورا بكشف الغيب حقا بلا ريب
وكيف التأسي بالذي شهد السما *** وشاهد للمولى يقينا على قرب
وقد شهد الجنات والنار واعتلا *** وبارحه جبريل والقلب في وجب
ولولا الندا" أقبل" لما كان مقبلا *** لشدة ما لاقى من اللهف والرعب
ينازعه حب وشوق وهيبة *** فما زال في جذب يجاذبه سلب
هنا وقفة لم يسمح الدهر قبلها *** ولا بعدها إلا له فافتح القلب
هنا انفصلت أوصال جسمي مخافة *** فمن لي بأخلاق الذي شاهد الرب
وقلت لنفسي تابعي قدر طاقة *** فقد مثل الماء النجوم بلا ريب
وقد مثل الكرت الصغير لصورة *** بها رسم شمس والكواكب في ركب
المصدر من كتاب المربى صـ67