سيدى أبوخليل وحفظ القرأن

المصدر : من كتاب المربى صـ13

وألحقت بالكتاب أول منهـــــــــــــل *** لعلم فعافت نفسي اللوح والكتب
ويممت شطر العمي أحفظ مثلـــهم *** وأسمــــــــع للتلقين يحفظه قلبي
ولما نهى الأستاذ أمري لوالـــــدي *** أقر لحــالي ما بدا منه لي عتب
لأن أبي قد كان لله عابــــــــــــــــدا *** وكان على نـــور ومشربه شربي
وهذا مراد الله مني لأنــــــــــــــــه *** سيجعلني الأمــي لما خط بالغيب
وقال أبي يلقي بروعي إنـــــــــــه *** أتته عنايات وحـــــــــــــالته تنبي
حفظت كتاب الله جودت لفظـــــه *** ونلت مبادئ الدين والفقه يا حبي
وخالطت للقراء مذ صرت قارئا *** وأثنى على الناس وانهمل الصيب
على قدر حبي لله كانت محبتــي *** من الناس حيث الحب يبعثه ربي
وما ارتاح قلبي أن أكون كقارئ *** تعــرض بالقرآن للرزق والو هب
أرى شرف القرآن فوق تــــلاوة *** لكســــــــــب ولكن للتعبد والقرب
لذا لم ألبي دعوة لقـــــــــــــــراءة *** بجعــــل ولم أحفل بفقر ولا كسب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما أراد حتى يتخرج من الكتاب حافظا للقرآن أميا لا يعرف القراءة ولا الكتابة وحتى يتأكد الناس بعد ذلك بسنوات طوال أن هذا العلم الغزير الذي يتدفق به الشيخ على جلسائه إنما هو إلهام من الملهم لا كسب من المكتسب
حفظ الصبي القرآن لينعم به فيرفض أن يشارك القراء في التكسب به كما كانوا يفعلون . ولكن الشيخ وقد ودع زمن الطفولة وفكر في التكسب طرق سبيل الزراعة ، ولكن حياة البؤس التي كان يعيشها الفلاح في ذلك العصر ، وحالة القسوة وجحود القلوب والظلم الطاغي التي كانت تطبع الإقطاعيين بطابعها المظلم سارعت بالشيخ أن يبتعد عن هذا الميدان.